القرآن حياة - سورة الشعراء وسورة النمل
سورة الشعراء وسورة النمل سورتان عظيمتان من سور القرآن بينهما تباين كبير جداً ولكن يجمعهما موضوع هو في غاية الأهمية هما سورة الشعراء وسورة النمل. لو تأملنا قليلاً في السورتين: الشعراء اسمها واضح، من هم الشعراء؟ إنسان فصيح يستطيع أن يدخل على الأمراء والملوك بقصيدة عصماء ويأخذ بعض المال وأحياناً يقلب الحق باطلاً والباطل حقاً. أما النملة فمسكينة ضعيفة، مخلوق من أضعف مخلوقات الله عز وجل فلماذا جاء القرآن قارناً بينهما الشعراء وبعدها سورة النمل؟ سورة الشعراء جاءت في التحذير من كلمة الباطل إن خرجت من كبير، من فصيح، إن خرجت من إنسان له هيلمان له محبة عند الناس، أحياناً يقول الإنسان الباطل المحض الذي فيه الضلال والعداء للدين ولكن يكون فصيحاً لبيباً يخدع الناس بحسن كلامه فعندئذ الله يحذّر من الشعراء من أصحاب اللسان إذا كانوا يُلبِسون الحق بالباطل. فلما يقوم الشاعر فيتكلم بقصيدة ويلقي تلك الأبيات العظيمة التي فيها تزيين لما هو باطل أو تزييف لما هو في حقيقته ليس بحق ولكن يصوّره كذلك فعندئذ يحذّر الله من أن ننخدع بهذا القائل مع أن مقوله باطل. فجاءت سورة الشعراء وقال الله عز وجل في ختامها (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)) الغاوي الذي لا يدرك حقيقة الأقوال. وجاءت سورة النمل في مقابل ذلك إن جاءك الحق من صغير ضعيف مسكين إن جاءك الحق من إنسان ثيابه رثّة أو سيارته لا تعجبك أو قديمة فعندئذ لا عليك من حاله وسيارته وأموره عليك من الحق الذي ينطق به لسانه فاقبل الحق وإن جاءك من ضعيف مسكين ورُدّ الباطل وإن جاءك من كبير عظيم. سورة الشعراء في التحذير من الأول وسورة النمل في التحذير من رد الحق إن جاءك من ضعيف فتنبّه لذلك.القرآن حياة - سورة الشعراء وسورة النمل