القرآن حياة - سورة الشعراء وسورة النمل
كنت مرة في السوق فرأيت امرأة عليها آثار التبرج فردّت بعنف وقالت لم يبقَ إلا أنت تقول لي فما علاقتك بي؟ لا إله إلا الله كيف ينظر الإنسان إلى قدّم إليه نصيحة من أجل أن يحفظه في دينه ودنياه؟! أقول لهذه الأخت ولكل أخت وأخ وولنفسي ولكل الناس لا تنظر أبداً إلى قضية من الذي أمامك ومن الذي ينصحك ومن الذي يعطيك هدية حتى وإن أغضبتك ولكن انظر إلى تلك النصيحة التي خرجت من أجل أن تحفظك وأن تحميك من الوقوع في شيء قد يكون فيه فساد عليك في دنياك وفي أخراك. كثير من الناس إذا رأى من ينصحه له شكل وهيئة ومنظر وجمال أو شخص معروف فعندئذ يقول أبشِر، ولن أكررها مرة ثانية فإذا رأى الناصح ليس بتلك الهيئة ينظر إليه باستحقار ويطلق إليه عبارة أو نظرة محقّرة ابحثوا لنا عن شخص آخر ينصحنا! ما الذي يضيرك إن جاءت النصيحة من أي شخص كان؟! إن كان سليمان عليه السلام في سورة النمل قبِل النصيحة من نملة كانت تخاطب قومها وتناديهم (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)) ثم أخذ هذا وقبل النصيحة بشكل واضح بيّن من هدهد إنما هو جندي واحد من آلآف الجنود الجبابرة في جنده فأخذ النصيحة من هدهد واعتبرها وبنى عليها أيضاً أموراً عظيمة وقرارات كانت مهمة جداً. فسبحان الله كيف لا نقبل نحن نصيحة من فلان فقط لأن هيئته وشكله أو سمعته! اِطرح قضية من الذي يتكلم هنا وإنما انظر إلى المتكلَّم به ما هو؟ إن كان كبيراً وجباراً وفصيحاً أو أياً كان ثم قال عبارة لا ينبغي أن تُتّبع رُدّ عليه بكل أدب وقل له اسمح لي واعذرني لكن هذا الكلام لا يمكن أن أقبل به وإن جاءتك النصيحة من أي إنسان حتى ولو مولود صغير أو من أي شاب أو من أي فتاة فاقبله بصدر رحب واشكره على هذه الكلمات لأنك بأمس الحاجة إليها. إذا فعلنا هذا نظرنا إلى النصيحة كيف خرجت ولم ننظر إلى الناصح كيف هو كنا امتثلنا ما أمرنا الله عز وجل به في هاتين السورتين العظيمتين الشعراء والنمل. القرآن حياة - سورة الشعراء وسورة النمل