لهذه الكلمة المشرّفة (لا إله إلا الله) كلمة السعادة والنجاة والفوز العظيم والتوحيد الخالص، أسماء عديدة في القرآن الكريم، منها:
1- كلمة الإخلاص:
قال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ...}... (الزمر : 2-3)، أي العبادة.
ولا يتم الإخلاص لله تعالى في العبادة إلا بتوحيده وإفراده بالألوهية والربوبية، ونفي الشريك والمماثل له تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}... (الشورى : 11)، وقد سميت سورة: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}... (الإخلاص : 1)، في القرآن سورة الإخلاص؛ لورودها كلها في التوحيد الخالص.
2- كلمة الإحسان:
أحسن بها العبد إلى نفسه بتوحيد الله تعالى، قولاً باللسان، واعتقاداً بالجنان، وعملاً بالأركان، فأحسن الله تعالى إليه بالجزاء الأوفى والمثوبة العظمى، قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ}... (الرحمن : 60)، ولا إحسان أعظم من جزائه تعالى عليه، قال تعالى: {لِّلَّذِينَ أحْسَنُوا الْحُسْنَى وزِيَادَةٌ}... (يونس : 26)، والحسنى جنة الخلد في النعيم المقيم والزيادة النظر في الجنة إلى وجه الله الكريم.
3- كلمة العدل:
قال تعالى: {إنَّ اللهَ يأمُرُ بالعَدلِ والإِحْسَانِ}... (النحل : 90)، قال ابن عباس – رضي الله عنهما -: العدل شهادة أن لا إله إلا الله، والإحسان: الإخلاص فيها حتى لا تشوبها شوائب. وقيل: العدل مع الناس والإحسان مع نفسك بالطاعة والانقياد إلى الله تعالى.
4- الطيب من القول:
قال تعالى: {وَهُدُوا إلى الطَّيِّبِ مِن القَوْلِ وَهُدُوا إلَى صِرَاطِ الحَمِيدِ}... (الحج : 24)، ولا قول أطيب وأطهر وأزكى من قول: لا إله إلا الله، هداهم الله إليه فهداهم إلى الإسلام، وهو صراط الله الحميد، والصراط المستقيم.
5- الكلمة الطيبة:
أي المقبولة عند الله تعالى، قال تعالى: {إلَيه يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ والعملُ الصَّلاحُ يَرْفَعُهُ}... (فاطر : 10)، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}... (إبراهيم : 24)، أي كلمة التوحيد كشجرة طيبة الثمار كثيرة المنافع، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. قيل: هي النخلة.
6- الكلمة الثابتة:
وصفت بالثبات لأن أوّل من شهد بها هو الله تعالى قال سبحانه: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ...}... (آل عمران : 18)، وهو القول الحق المحكم الذي يثبت الله به المؤمنين في الحياتين، كما قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}... (إبراهيم : 27)، وأوّل منازل الآخرة القبور عند الموت.
7- كلمة التقوى:
اتقى بها أهلها أن يصفوه تعالى بما وصفه به المشركون، فوقوا أنفسهم سوء العذاب، قال تعالى: {..فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا...}... (الفتح : 26)، فهم أحق الخلق بهذه الكلمة، وهي مفتاح محبة الله ومفتاح الجنة، وهم أهل التقوى وأهل المغفرة.
8- الكلمة الباقية:
التي لا تزول ولا تحول، قال تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ}... (الزخرف : 28)، أي في عقب إبراهيم الخليل عليه السلام الذي قال لأبيه وقومه: {إنَّني بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ}... (الزخرف : 26)، ولذلك قال المفسرون: إنّها كلمة التوحيد.
9- كلمة الله العليا:
المستعلية على كل شيء لأحقيتها وعظمتها، قال تعالى: {..وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا...}... (التوبة : 40)، بها استعلى هذا الدين الحنيف على سائر الأزمان، كما قال تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}... (الفتح : 28)، لأنّه هو الدين الحق ولو كره المشركون.
10- المثل الأعلى:
قال قتادة في قوله تعالى: {وَلِلهِ المَثَلُ الأَعْلَى}... (النحل : 60)، هو قول: لا إله إلا الله، والمثل الصفة، قال تعالى: {مَّثَلُ الجَنَّةِ التي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ}... (الرعد : 35)، أي صفتها.